تيكي تاكا: خطّة 3-4-3.. هدية نهاية الخدمة من انريكي

ليست النتائج ما اعادت الأمل للفريق بل أسلوب اللعب الذي تحوّل اليه لويس انريكي

ساعات معدودة ويُغلق باب التكهنات حول مستقبل برشلونة في دوري أبطال أوروبا: الخروج المتوقع او التأهل الأسطوري. "الريمونتاندا" أي "العودة" باللغة الكتلونية باتت أمل يُدغدغ آمال كتلونيا خصوصاً بعد الصحوة التي تمثلت بثنائية أتلتيكو مدريد وسداسية سبورتينغ خيخون وخماسية سيلتا فيغو.

ليست النتائج ما اعادت الأمل للفريق بل أسلوب اللعب الذي تحوّل اليه لويس انريكي، إذ انتقل برشلونة من خطة 4-4-2 الى 3-4-3 وهو أسلوب لم يعهده برشلونة الذي لطالما أعلن على لسان مدرّبه انه وفيّ للخطة الأقرب للقانون المكرّس في النادي اي الـ4-4-2.

الخسارة المذلّة في باريس وما ستُكلّفه من خروج منتظر من دوري الأبطال وما تلاه من فوز باهت امام ليغانيس في الدقائق الأخيرة، دفع بلوتشو، المستقيل من مهامه التدريبية مع نهاية الموسم، للجوء الى كسر تقليد الـ4-4-2 واللجوء الى ما لم يألفه الكامب نو كثيراً.

بداية التغيير في الكالديرون:

ضد كتيبة سيميوني التي دخلت الكالديرون بتشكيلة 4-4-2، قرر انريكي اعتماد 3-4-3 وذلك لخلق التفوق العددي في الثلث الأول من الملعب وللحصول على فرص أكثر للتمرير والتخلّص من الضغط العالي الذي يفرضه مهاجمو اتلتيكو على الخط الخلفي لبرشلونة، لذا عندما يقرر الثنائي الهجومي لأتلتيكو بالضغط على ثلاثي الدفاع الكتلوني دوماً ما كان بوسكيتس يعود الى الخلف بخلق التفوق العددي واستخلاص الكرة في محاولة لنقلها الى الخط الأمامي، وبمجّرد نقل الكرة الى خط الوسط يتمكن لاعبو برشلونة من خنق المنافس عبر التمركز بشكل "Diamond" أو الجوهرة، ما يُساعد على تناقل الكُرات وخلق (سيرجيو بوسكيتس بالخلف، اندريس انيستا على اليسار، سيرجي روبيرتو على اليمين وميسي في الأملم على رأس الجوهرة).

هذا الرباعي تمكن من خلق تفوق عددي واضح بالوسط بالإضافة الى سهولة نقل الكرات الى الأطراف المكونة من جيرارد بيكيه وجيريمي ماتيو.

الحلّ الآخر الذي أمّنته الخطة الجديدة يتمثّل بالكرات الطولية التي أمنها جيرارد بيكيه نحو الجناح الأيمن رافينيا الكانتارا وجيريمي ماتيو نحو نيمار، وللتأكيد تأتي الأرقام لتُثبت ان أكثر ثنائي تمريراً خلال مباراة الكالديرون كان من نصيب ماتيو – نيمار (13)، يليهم بيكيه – رافينيا (10) في اشارة واضحة الى ان انريكي اراد اللعب على الأطراف ونقل الكرات سريعاً الى العمق لإكمال الهجمة.

هل الـ3-4-3 كافية للريمونتاندا؟

النتيجة ثقيلة جداً والعودة أشبه بالمستحيلة، فتسجيل 4 أهداف ممكن لفريق مثل برشلونة لكن عدم تلقي أي هدف صعب جداً ايضاً لفريق مثل برشلونة يلعب بدفاع متقدم ومتذبذب وأمام فريق بحجم باريس سان جيرمان يمتلك خط هجوم من الصعب ايقافه، ومن البديهي ان اوناي ايمري لن يدخل المباراة بنيّة دفاعية بحته، بل سيُهاجم بنيّة التسجيل وانهاء اي أمل بالعودة للفريق الكتلوني.

الخطة وحدها ليست كافية بل يحتاج برشلونة ليوم تاريخي ليس فقط تكتيكياً بل نفسياً أيضاً، فعلى اللاعبين ان يُدركوا جيداً ان باريس سان جيرمان ليس سبورتينغ خيخون، او سيلتا فيغو.. وبصراحة مطلقة ليس ريال مدريد في كلاسيكو العام الفائت الذي انتهى برباعية نظيفة للبلاوغرانا في البيرنابيو، بل هو اليوم امام مجموعة تمكنت من إبطال كافة مفاعيله وإظهاره على هيئة فريق أقل من عادي، وعليه ان يُدرك ان فريق تمكن من تسجيل رباعية ضده بالتحديد في دور الـ16 لا تُبنى الآمال على إقصائه وتسجيل خماسية نظيفة في شباكه.

ليس بميسي وحده تحيا الريمونتاندا

"الريمونتاندا" ممكنة لكن ليس امام باريس يان جيرمان، ومقولة ان "المستحيل ممكن بوجود ميسي" ليست كافية ان كان الفريق بأكمله يعتمد عليها بدل اعتماد كل لاعب على مهارته.

خطّة الـ3-4-3 ربما أتت متأخرة في دوري الأبطال الذي على الأرجح لن يُعزف نشيده مرّة أخرى في الكامب نو لكن من شانها أن تُخرج انريكي بطلاً لثنائية جديدة مكونة من الليغا الذي يتصدرها حالياً بفارق نقطة عن ريال مدريد الذي يملك مباراة مؤجلة امام سيلتا فيغو وكأس الملك الذي وصل الى مباراته النهائية.